منتدى تفسير الرؤى والأحلام للمفسر الجاسمي
نرحب بكم في منتدى تفسير الأحلام
منتدى تفسير الرؤى والأحلام للمفسر الجاسمي
نرحب بكم في منتدى تفسير الأحلام
منتدى تفسير الرؤى والأحلام للمفسر الجاسمي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى تفسير الرؤى والأحلام للمفسر الجاسمي


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تعريف الأحلام :للميرزا محسن آل عصفور *

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الجاسمي
مدير المنتدى
الجاسمي


عدد المساهمات : 5023
تاريخ التسجيل : 29/06/2011

تعريف الأحلام :للميرزا محسن آل عصفور * Empty
مُساهمةموضوع: تعريف الأحلام :للميرزا محسن آل عصفور *   تعريف الأحلام :للميرزا محسن آل عصفور * Icon_minitimeالسبت يونيو 09, 2012 6:30 pm

إن ظاهرة الرؤيا هي أحد الجوانب التي ألمحنا بالإشارة إليها، وغير خافٍ على أحدٍ مالها من الأهمية البالغة، والضرورة الملحة التي يعايشها الإنسان معايشةَ مصيرٍ وجزءٍ لا يتجزاً من طبيعته وحياته، لما فيها من إرتباط بوجوده في حاضر أيّامه ومستقبله، ولِمَا لها من لصوقٍ بأحاسيسه وأعماقه.
ومما يشهد بذلك قول الشيخ المفيد (الشيخ المفيد : ابن المعلم، أبو عبد الله، محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام الحارثي العكبري، المعروف بالمفيد. يعتبر أحد أبرز علماء الإمامية وبالأخص الإثنا عشرية ( 338هـ _ 413 هـ))، على ما حكاه الكراجكي (القاضي أبو الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي( توفى : 449 هـ) ، رأس الشيعة في زمانه وصاحب التصانيف ، كان باحثاً من كبار أصحاب الشريف المرتضى (توفى :436 هـ) ، و فقيهاً محدثاً متكلماً نحوياً طبيباً عالماً
بالنجوم .) في كنز الفوائد حيث قال:
إنّ الكلام في باب رؤيا المنامات عزيز، وتهاون أهل النّظر به شديد، والبلية بذلك عظيمة، وصدق القول فيه أصل جليل. إنتهى.
فهو عالم يمضي كل إنسان سويعات من يومه في الاستغراق في غرائب إشاراته وبدائع نظامه ودقيق حكمه.
فتراه ما أن يفيق من سبات نومه إلاّ ملامحٍ القلق مستوليةً عليه تارة أو ارتسام علامات البهجة والسرور باديةً في قسمات وجهه تارة أخرى أو تباشير انفراج الكرب والحيرة قد لاحت من صفحة وجهه وما ذلك إلاّ للعلاقة الأكيدة بين الإنسان في منظره الخارجي المحدود ووضعه في معايشته الباطنية للعالم المثالي اللاّمحدود وتفاعل النفس فيه تفاعلاً في قوة التفاعل الخارجي.
ويقول في الفصل الخامس :
الموضع الأوّل _في علة نشأت الأحلام:
لم تكن الأحلام موجودة منذ أن وجد الإنسان بل كانت وليدة ظروف قاهرة وحاجة ملحة كما يشهد بذلك الحديث المرويّ عنهم عليهم السّلام حيث جاء فيه:
( لم تكن الأحلام قبل وإنما حدثت والعلّة في ذلك إن الله عزّ ذكره بعث رسولاً إلى أهل زمانه فدعاهم إلى عبادة الله وطاعته فقالوا إن فعلنا ذلك فما لنا ؟ فقال إن أطعتموني أدخلكم الله الجنّة وإن عصيتم أدخلكم النّار فقالوا : وما الجنّة ؟ وما النّار ؟ فوصف لهم ذلك فقالوا متى نصير إلى ذلك ؟ فقال إذا متُّم فقالوا لقد رأينا أمواتنا صاروا عظاماً ورفاتاً ! وازدادوا تكذيباً وبه إستخفافا فأحدثت الأحلام فيهم فأتوه وأخبروه بما رأوا وما أنكروا من ذلك فقال إنّ الله تعالى أراد أن يحتجّ عليكم بهذا هكذا تكون أرواحكم إذا متّم وأزيلت أبدانكم تصير الأرواح إلى عقاب حتى تبعث الأبدان الخبر).
أقول : وقد تقدّم ما فيه مزيد من الأيضاح في المقدمة حيث أشرنا إلى الفوائد التي تستفاد من وجود ظاهرة الأحلام والعوائد النفيسه التي تجتنى من هذه النعمة الكريمة.
قال الطريحيّ (الطر يحي : الشيخ فخر الدين بن محمّد علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن طريح بن خفاجه بن يعقوب الطريحي (979 هـ ـ 1085 هـ) أحد أعلام القرن الحادي عشر الهجري، عالم فقيه ومحقق لغوي عربي مشهور) في مجمعه بعد أن أورد الخبر.
ويستفاد من هذا الحديث أمور : ( منها ) أنّ الأحلام حادثة
( ومنها ) أنّ عالم البرزخ يشبه عالم الأحلام.........
ويقول في الفصل الثامن :
وقال الشّيخ المفيد: إن الرّؤيا في المنام تكون من أربع جهات:
( أحدها ) حديث النّفس بالشيء والفكر فيه حتى يحصل كالمنطبع في النّفس فيتخيّل إلى النّائم ذلك بعينه وأشكاله ونتائجه وهذا معروف بالإعتبار.
( الجهة الثّانية ) من الطّباع وما يكون من قهر بعضها لبعض فيضطر له المزاج ويتخيّل لصاحبه ما يلائم ذلك الطّبع الغالب من مأكول ومشروب ومرئي وملبوس ومبهج ومزعج وقد ترى تأثير الطّبع الغالب في اليقظة والشّاهد حتى أنّ من غلب عليه الصّفراء يصعب عليه الصّعود إلى المكان العالى يتخيل له من وقوعه منه ويناله من الهلع والزّمع ما لا ينال غيره ومن غلبت عليه السّوداء يتخيل له أنّه قد صعد في الهواء وناجته الملائكة ويظن صحّة ذلك حتى إنّه ربّما إعتقد في نفسه النّبوة وأنّ الوحي يأتيه من السّماء وما أشبه ذلك .
( والجهة الثّالثة ) ألطاف من الله عزّ وجلّ لبعض خلقه من تنبيه وتيسير وأعذار وإنذار فيلقي في روعه ما ينتج له تخييلات أمور تدعوه إلى الطّاعة والشّكر على النّعمة وتزجره عن المعصية وتخوفه الآخرة ويحصل له بها مصلحة وزيادة فائدة وفكر يحدث له معرفة.
( والجهة الرّابعة ) أسباب من الشّيطان ووسوسة يفعلها للإنسان يذكره بها أموراً تحزنه وأسباباً تغمه فيما لا يناله أو يدعوه إلى إرتكاب محظور يكون فيه عطبه أو تخيل شبهة في دينه يكون منها هلاكه وذلك مختص بمن عدم التّوفيق لعصيانه وكثرة تفريطه في طاعات الله سبحانه ولن ينجو من باطل المنامات وأحلامها إلاّ الأنبياء والأئمة عليهم السّلام ومن رسخ في العلم من الصّالحين.
ثم قال : إنّ كلّ من كثر علمه واتسع فهمه قلت مناماته.
فإن رأى مع ذلك مناماً وكان جسمه من العوارض سليماً فلا يكون منامه إلاّ حقاً. يريد بسلامة الجسم عدم الأمراض المهيّجة للطّباع وغلبة بعضها على ما تقدم به البيان والسكران أيضاً لا يصح منامه وكذلك الممتلئ من الطعام لأنه كالسّكران ولذلك قيل أنّ المنامات قلّ ما يصحّ في ليالي شهر رمضان فاّمّا منامات الأنبياء عليهم السّلام فلا تكون إلاّ صادقة وهي وحي في الحقيقة ومنامات الأئمة عليهم السّلام جارية مجرى الوحي وإن لم تسم وحياً ولا تكون قط إلاّ حقاً وصدقاً وإذا صحّ منام المؤمن فإنّه من قبل الله تعالى كما ذكرناه وقد جاء في الحديث عن رسول الله صلّى الله عليه وآله إنّه ((رؤيا المؤمن تجرى مجرى كلام تكلم به الرّبّ عنده)).
فأمّا وسوسة شياطين الجن فقد ورد السّمع بذكرها قال الله تعالى : (من شرّ الوسواس الخنّاس الّذي يوسوس في صدور النّاس ) سورة الناس (4_5 )وقال : (انّ الشّياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم) سورة الأنعام (121) وقال : (شياطين الإنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعضٍ زخرف القول غروراً) سورة النعام (112) وورد السمع به فلا طريق إلى دفعه.
وأمّا كيفية وسوسة الجنّي للإنسي فهو أن الجن أجسام رقاق لطاف فيصح أن يتوصل أحدهم برقة جسمه ولطافته إلى غاية سمع الإنسان ونهايته فيوقع فيه كلاماً يلبس عليه إذا سمعه ويشتبه عليه بخواطره لأنّه لا يرد عليه ورود المحسوسات من ظاهر جوارحه ويصحّ أن يفعل هذا بالنّائم واليقظان جميعاً وليس هو في العقل مستحيلاً روى جابر بن عبد الله انّه قال بينما رسول الله صلّى الله عليه وآله يخطب إذ قام إليه رجل فقال يا رسول رأيت كان رأسي قد قطع وهو يتدحرج وأنا أتبعه فقال له رسول الله صلّى الله عليه وآله : (لا تحدث بلعب الشّيطان بك ثم قال إذا لعب الشّيطان بأحدكم في منامه فلا يحدثن به أحداً).

ويقول أيضا في نفس الفصل :
لا تكون رؤيا النّساء معتبرة وجديرة بالإهتمام ما لم تكن المرأة امرأة مؤمنة ذات شرف وعفة وحياء ولذلك فضلت وشرفت رؤيا النّساء اللاتي قد ساء خلقهن ومعتقدهن وكذلك الحال بالنسبة إلى رؤيا الرّجل المؤمن من الفاضل الكريم الدّمث فإنّ رؤياه خير من رؤيا المتصوفة والبخلاء وذميمي الخلق أمّا المتصوفة فبما أنّهم في حالة حزن وكآبة دائمين فكل ما يشهدونه في المنام فهو انطباع عن تصوراتهم الوهميّة وإعتقاداتهم الباطلة في حال اليقظة لذا كانت رؤياهم لا أهميّة لها تذكر ولا إعتبار.
ومما يدلّ عن ذلك ما في جامع الأخبار عن كتاب التّعبير رفعه عنهم عليهم السّلام (أنّ رؤيا المؤمن صحيحة لأنّ نفسه طيبة ويقينه صحيح وتخرج فتتلقى من الملائكة فهي وحي من الله العزيز الجبّار) وعن أحد هم عليهم السّلام إنّه قال (إنقطع الوحي وبقي المبشرات وهي نوم الصّالحين والصّالحات).
وأمّا رؤيا الطّفل ففيها قولان :
( أولهما ) أنّ الطّفل في حالة عدم تشوش ذهني وصفاء فكري لفراغ باله وخلو قلبه من الكدورات النّفسانية والحجب الوهميّة فيحتمل أن تكون رؤياه صحيحة.
( وثانيهما ) أنّ الطّفل لصغر سنّه كان ضعف إدراكه متصوّراً بالبداهة لعدم إكتمال قواه العقلية ووصوله إلى درجة الإدراك الصّحيح ولأنّه قد ينظر للأشياء على غير ما هي عليه غالباً لخلوّ ذهنه منها وجهله بها فلا يعتمد على رؤياه ولا يكون لها محلاً من التّعبير.
ويقول في الشرائط التي ينبغي توافرها في المعبرر:
( الشّرط الأوّل ) أن يكون مؤمناً معروفاً بالصلاح ومكارم الأخلاق مجانباً للرّذائل على الاطلاق خالياً من الحسد والبغي فعن الصّادق عليه السّلام كما في الكافي قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله الرّؤيا (( لا تقصّ إلاّ على مؤمن من الحسد والبغي)) . قال العلامة المجلسي(المجلسي : الشيخ محمد باقر المجلسي المعروف بالعلامة المجلسي، (1037 هـ - 1111 هـ) من أشهر مؤلفاته: بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار. وكتاب: مرآة العقول) في المرآة في شرحه لهذه الحديث إنّما إشترط عليه السّلام ذلك لئلا يتعمد المعبر تعبيرها بالسّوء حسداً وبغياً . وقال المحدّث النوري في دار السّلام ما نصه وأمّا السّرّ في خلّوه عن الحسد والبغي والعداوة والنّفاق فوجوه:
( الأوّل ) أنّ المتصف بها لا يأمن من أن يعبر الرّؤيا بما يورث اللهم والحزن للرّائي فتصير نفسه في تشويش واضطراب وغمّ طويل وانقباض دائم لسماعه ما لا يوافقه من المكاره والبلايا وترقبه نزولها وفي هذا ضرر عظيم وصارف للنّفس عن الإشتغال بما يصلح دينه ودنياه وعلى هذا فسّر بعضهم قوله تعالى : (لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيداً).
(و الثّاني ) أنّ تعبيره بخلاف الواقع حسداً وعداوةً ربما يؤثر في الواقع بناءً على ما تقدم من تأثير بعض النّفوس أو الكلام في نفوس أخرى خصوصاً إذا كانت ضعيفةً كالبله والنّساء والصبيان فتقع الرّؤيا على ما عبّره من الشّرّ وقد ذكر بعضهم أنّ وقوع تعبير يوسف لصاحبه في السّجن الّذي قال (( أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطّير منه )) انّه يصلب وتأكل الطّير من رأسه وإنكاره ما رآه وقوله عليه السّلام (( قضى الأمر الّذي فيه تستفتيان )) من هذا الباب ـ يعني في تأثيره في نفس المخاطب لا في تعبيره لئلا ينافي مقامه عليه السّلام وانّه لتأثير كلامه في نفس الرّجل واقعاً فقتل وصلب والحاصل إنّه لا شبهة في وجود أصل التّأثير في أمثال ذلك من الطّيرة والفال والعين والحسد وبعض مقامات المحبّة وغيرها في بعض الأحيان ومنه بعض أقسام السّحر.
( الثّالث ) إنّه قد يكون سبباً لوصول ضرر آخر عليه من جهة المعبر سواء كانت رؤياه حسنة أو لأنّه إذا عرف خير رؤياه فلا يأمن من أين يكيد له كيداً وينصب له غوائل لصرفه عنه وإذا عرف شرها سرّ وقوى في عداوته وإمداده الجهة الّتي منها يصل إليه وهذا هو الظّاهر من الآية المتقدمة فإنّ أخوة يوسف كانوا يعرفون تأويلها ويخافون علوهّ عليهم فيحسدونه ويحتالون له بما يمكنهم من الكيد والغوائل كما فعلوا . إنتهى
( الشّرط الثاني ) أن يكون مطلعاً على الوارد عنهم عليهم السّلام في هذا الباب من شرائط التّعبير ولوازمه.
( الشّرط الثّالث ) أن يكون عالماً فطناً نافذ البصيرة صائب الفكرة.
( الشّرط الرّابع ) أن يكون مطلعاً على القرآن حافظاً لأغلب آياته محيطاً بتفسيرها ومعانيها.
( الشّرط الخامس ) أن يكون مطلعاً على جملة وافرة من أحاديث أهل بيت العصمة ( ع ) في الأخلاق ومكارم الأعراق والعقائد وما هنالك.
( الشّرط السّادس ) أن يكون عارفاً بأمثال العرب وبالمناسبات الخاصّة بها .
ويدل على ذلك كله ما رواه ثقة الإسلام بإسناده عن جابر ابن يزيد عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال إنّ رسول الله ( ص ) كان يقول (أن رؤيا المؤمن ترف بين السّماء والأرض على رأس صاحبها حتى يعبرها لنفسه أو يعبرها له مثله فإذا عبّرت لزمت الأرض فلا تقصوا رؤياكم إلاّ على من يعقل).
وفي رواية عن أحد هم عليه السّلام قال : (الرّؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبّرت وقعت) . قال بعض الشّارحين : إنّه عليه السّلام عبّر عن مطلق الرّؤيا بكونها كالطّائر الّذي لا قرار له ولا ثبات له حتى يحصل تعبيرها فإذا حصل طارت كالطّائر الّذي أصيب بالضربة أو الرّمية فوقع بعد طيرنه .
ويقول في الفصل التاسع من الكتاب حول الضوابط التي ينبغي الاطلاّع عليها للمعبر والتي يتوصل بها الى تعبير الرؤيا :
( الاول ) ان تأوّلها بالوجوه الكتابيّة كأن تأوّل رؤيا من اشترى بيضاّ انّه يتزوج لقوله سبحانه : (كأنّهن بيضُُ مكنون) أو أشترى لؤلؤاً أنّه يشتري غلماناً لقوله تعالى (( كأنّهم لؤلؤ مكنونُُ )) أو أوقد ناراً بين جماعة أنّه يفسد بينهم ويوقع حرباً بينهم لقوله تعالى (( كلّما أوقدوا ناراً للحرب )) أو ركب سفينة انّه ينجو من الفتن لقوله تعالى (( فأنجيناهُ وأصحاب السّفينة )) وأمثال ذلك ولابدّ لمن رام ذلك أنّ يقرأ القرآن بالتّدبّر في آياته ومناسبات كلماته .
( الثّاني ) التّعبير بالسّنة كأن تفسّر الغراب بالرّجل الفاسق لما روي انّه سمّاه النّبي صلّى الله عليه وآله فاسقاً وتفسّر الفأرة بالمرأة الفاسقة لأنّه سمّاها فويسقة وتفسّر الضّلع بالمرأة لما روي أن المرأة كالضلع الأعوج وتفسّر تلك الحيوانات الممسوخة بما مسخوا عنه ..... ولابدّ لمن رام ذلك من التّدبر في أخبار الآل عليهم السّلام لا سيّما خطب أمير المؤمنين عليه السّلام المشحونة بالتّشبيهات السّديدة الكاملة ...........
( الثّالث ) التّأويل بالوجوه الحكميّة كأن تأوّل العرش بالمكان العلي والعظمة في القدر الباطني والعلوم الباطنة وتأوّل الكرسي بالرّفعة والعلوم الظّاهرة وتأوّل الشّمس بالسّلطان والدّين والرّئاسة والملك وأمثال ذلك والقمر بالنّيابة والخلافة والوصاية والوزارة.
( الرّابع ) أن تأوّل بالأمثال المضروبة كأن تعبّر حفر البئر بالمكر للمثل السّائر (( من حفر بئراً لأخيه وقع فيها )) وجواز الماء عن الجبل باشتداد الأمر والفتنة لقولهم (( فقد جاوز الماء الزّبى )) والزّبى بئر في الجبال تحفر لصيد الأسد . ورمي السّهم معوجّاً بالكلام في غير محلّه للمثل (( ترسل في غير سدد )) وانحلال الحزم بمن لا يبالي بما يقال له للمثل ( انك لقلق الوضين ) وقرّة العين بالولد واليد بالعون والخادم والظّهر بالأخ والرّجل بالدابة وأمثال ذلك .
( الخامس ) أن تأوّل بالشّبيه كأن تأوّل من رأى نفسه على النّعش انّه يركب الأعناق والمريض خرج من داره ساكتاً أو نزع فروة عليه أنّه يموت وينزع فروة بدنه ومنه تأوّيل (( أحمل فوق رأسي خبزاً يأكل الطّير منه )) بأنّه يصلب ويأكل الطّير من رأسه . وركوب الأسد بخدمة السّلطان والطّيران بالسّفر والصّلاة بالحجّ والزّنا بالأم الحج وبالأخت زيارة المشاهد ومعانقة الأب بزيارة الحسين عليه السّلام والميّت بالغائب وأمثال ذلك وهو باب واسع .
( السّادس ) التّأويل باللوازم كوضع الرّأس على الرّكبة بالهم وشرب الغليان بالحزن وحمرة الوجه بالسّرور والرّجفة بالخوف والإحتراق بالنّار بالعشق أو بالفراق أو بالعصيان والتّواضع بالرّفعة والتّرفع بالضّعة والطمع بالذّلة والقناعة بالعزّة وأمثال ذلك ولا بد لمن رام ذلك أن يكون نبيهاً بلوازم الأمور.
( السّابع ) التأويل بالأسامي فمن عانق من أسمه حسين يزور الحسين عليه السّلام ومن رأى مسمى بالراشد يرشد وبالصّالح يعمل صالحاً وأمثال ذلك وهذا من باب الفأل.
( الثّامن ) التّأويل بالاقتران فإنّ من رأى مقاماً خطيراً وليس هو من أهله يناله أخوه أو أبوه أو قريبه ممن له أهل وان رأى أحداً ليس في البلد مثلا يرى نسيبه أو اقاربه أو الملازمين له أو رأى أنّه زار السّلطان أو جالسه فلربما يجالس وزيره أو بعض أرباب المناصب أو خدّامه وهكذا وهذا أيضاً باب واسع مجرب ولابدّ من ملاحظة حال الأشخاص وما يمكن لهم وما لا يمكن فتدبّر.
( التّاسع ) التّأويل بالدّرجة والرّتبة فإنّ من رأى ما يدلّ على إرتفاع يرتفع بقدر درجته فإرتفاع الفلاح غير إرتفاع الوزير وارتفاع الوزير غير إرتفاع السّلطان ومن رأى ما يدلّ على العلم يزداد علما في صنعته فلا ينال الصّائغ الحكمة الإلهية ولا الطّبيب الفقاهة ولا الفقيه الحكمة وأمثال ذلك فاعرف قدر كلّ راءٍ حتى لا تخطئ.
( العاشر ) التّأويل بنوع عين ما رأى أو جنسه وقد نبّهنا عل ذلك سابقاً فمن رأى أنّه صعد جبلاً نقول تصل إلى رتبة شامخة ودرجة عاليه عليّة ومن رأى أنّه شرب ماءاً تقول تنال علماً فتأوّل التّمر بعلم الحقيقة والفواكه بعلم الطّريقة والبقول بعلم الشّريعة ورعي الغنم بالرّياسة وركوب البحر بإرتكاب الأمور المهولة والغوص فيه بالغوص في الفتن وان كان البحر حلواً صافياً بعلم غزيز وأمثال ذلك وتراعى الأشخاص في ذلك ايضا.
( الحادي عشر ) التّأويل بالصّفة كورد لا دوام له بحبيب لا وفاء له ..... والأشجار الخضر صيفاً وشتاءاً بحبيب له وفاء والآت البيت بالخدم والدّواجن بالأضياف والتنور بالقهرمان والسّنّور بالأنيس والفأر بالسّارق كالعقعق والببغاء بالخطيب والبلبل بالمغني والخطّاف بالمستجير والنّعل بالزّوجة وأمثال ذلك فتنظر صفة المرئي الغالبة عليه المعروف بها فتأوّله إلى صفته .
( الثّاني عشر ) التّأويل بإختلاف الأحوال كالفاكهة في أوانه شفاء وفي غير أوانه مرض والدّهن قليله مال وكثيره فتنة وبلية والمطر في أوانه رحمة وفي غير أوانه نقمه وقليله رحمة وكثيره نقمة وهكذا تلاحظ أحوال كلّ شيء مع مقارناته وكذلك قد يأوّل بالمضادة وبدلالة الطّبع وبدلالة العادة وبدلالة الصّحة وبدلالة الكسب والصّنعة وأمثال ذلك..
___________
المصدر : بلغة الشيعة الكرام في تعبير رؤيا المنام .
*الميرزا العصفور ولد في (1383هـ) وهو عالم وكاتب ومؤلف)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tafseerahlam.yoo7.com
 
تعريف الأحلام :للميرزا محسن آل عصفور *
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تعريف الأحلام لغة واصطلاحا
» تعريف الأحلام : للفيلسوف ابن خلدون*
» تعريف الأحلام : للشيخ عبد الغني النابلسي*
» تعريف الأحلام : للشيخ أبي سعيد الواعظ*
» تعريف الأحلام : للشيخ حسين النوري الطبرسى *

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى تفسير الرؤى والأحلام للمفسر الجاسمي :: المنتدى :: نظريات الأحلام العلمية والدينية-
انتقل الى: